المنتخبون المحليون في تشاد أمام تحدي التنمية: مسؤولية كبرى في ظل مشروع اللامركزية
#كتب د. مهدي صالح آدم.
“المنتخبون المحليون في تشاد أمام تحدي التنمية: مسؤولية كبرى في ظل مشروع اللامركزية”
مع استلام المنتخبين الجدد في الانتخابات البلدية والولائية لمهامهم رسميًا هذا الأسبوع، تتجه أنظار المواطنين نحوهم، محملين إياهم آمالًا كبيرة في تحقيق التنمية المحلية وتحسين الظروف المعيشية في مختلف الأقاليم. فاليوم، بات مشروع اللامركزية، الذي شرعت فيه الدولة منذ فترة، واقعًا عمليًا، ولم يعد مجرد إطار نظري أو خطة مؤجلة.
#تهدف اللامركزية إلى منح السلطات المحلية صلاحيات أوسع في إدارة شؤون أقاليمها، من خلال نقل بعض الصلاحيات والموارد من الحكومة المركزية إلى المجالس المنتخبة. وهذا المشروع يشكل فرصة ذهبية لتطوير الخدمات الأساسية، وتحقيق تنمية أكثر عدالة، والاستجابة المباشرة لاحتياجات السكان في كل منطقة وفق خصوصياتها.
غير أن نجاح هذا المشروع مرهون بقدرة المنتخبين على تحمل المسؤولية والعمل بجدية من أجل تحقيق الأهداف المرجوة. فالمواطنون الذين منحوهم ثقتهم عبر صناديق الاقتراع ينتظرون منهم إنجازات ملموسة، وليس مجرد وعود أو خطط تظل حبرًا على ورق.
#الآن، ومع بداية ممارسة مهامهم، يجد المنتخبون المحليون أنفسهم أمام اختبار حقيقي، حيث لن تُنسب أي إخفاقات مستقبلية إلى الحكومة المركزية، بل ستقع المسؤولية المباشرة على عاتق هؤلاء المسؤولين المحليين. وعليهم أن يدركوا أن زمن التبريرات والتهرب من المسؤولية قد ولى، وأن الحكم عليهم سيكون بناءً على أدائهم على أرض الواقع.
ومن أبرز التحديات التي تواجههم:
إدارة الموارد المحلية بفعالية، وضمان توزيع عادل للميزانيات لتلبية احتياجات السكان.
تحسين البنية التحتية، من طرق وكهرباء ومياه، لتسهيل حياة المواطنين وتعزيز الاستثمار.
تطوير قطاعات التعليم والصحة، وضمان وصول الخدمات الأساسية إلى الجميع دون تمييز.
تشجيع الاستثمار المحلي، وخلق فرص عمل للشباب، لتقليل معدلات البطالة والهجرة نحو المدن الكبرى.
تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، لضمان إدارة نظيفة وعادلة للمشاريع التنموية.
أمام هذا الواقع، لم يعد هناك مجال للأعذار، ولم يعد مقبولًا أن يشتكي المنتخبون من نقص الدعم الحكومي، فهم الآن المسؤولون المباشرون عن مناطقهم. النجاح أو الفشل في التنمية المحلية لن يكون مرتبطًا بالحكومة، بل بأداء هؤلاء المنتخبين أنفسهم.
فإذا تحققت إنجازات فعلية في مجال الخدمات والتنمية، فسيكون ذلك نجاحًا يحسب لهم، أما إذا استمرت المشاكل وعجزت المناطق عن تحقيق تقدم، فإن اللوم سيقع مباشرة عليهم، لأنهم الآن يمتلكون الصلاحيات والموارد والمسؤولية الكاملة.
#الخلاصة: تعيش تشاد اليوم مرحلة جديدة من الحكم المحلي، حيث أصبحت المجالس المنتخبة في مواجهة مباشرة مع المواطنين. ونجاح هذه المجالس في تحقيق التنمية المحلية سيكون دليلاً على نجاعة مشروع اللامركزية، بينما سيؤدي فشلهم إلى فقدان ثقة المواطنين في هذا النموذج.
لذا، على المنتخبين أن يدركوا أنهم أمام مسؤولية تاريخية، وعليهم أن يثبتوا أنهم قادرون على إحداث التغيير الحقيقي الذي ينتظره المواطنون. فالوقت ليس للمماطلة، بل للعمل الجاد والمثمر.
بقلم [مهدي صالح آدم]
إرسال التعليق