رجل فاضل رحل عن دنيانا
رجل فاضل رحل عن دنيانا
اللوان الجد مهدي في ذمة الله
بقلم جار النبي محمد منير
عرفه الكثير من الناس شيخا لكانتون كدادة أو تاجرا مديرا لأليمانتاسيون جنرال، ولكن القليل من الناس يعرفون أنه رجل وفقه الله في تجهيز آلاف الأكفان مجانا يوزعها للناس منذ عشرات السنين.
كم من متوفى باليل احتار أقرباؤه في الحصول على كفن فيوجهونهم إلي منزل الحاج الجد، فيجدون كفنا جاهزا ومزودا بالعطور والملحقات اللازمة. تطرق عليه الباب في أي وقت من الليل أو تأتيه نهارا فتجد بغيتك. سؤاله المعهود: “امرأة أم رجل”؛ لأنه جهز أعدادا كافيه بما يحتاجه الناس بلا مقابل، يسلمك الكفن ويدعوا للمرحوم بالمغفرة، ويغلق الباب على وجه السرعة وكأنه يقول بلسان حاله لا أحتاج منك جزاء ولا شكورا.
خير بسيط لكنه يترك أثرا طيبا لذوي الموتى في الدنيا وثوابا عظيما في الآخرة بإذن الله تعالى.
أيضًا هو مؤذن للمسجد الصغير الذي ببيته، ويختم يومه بعد الصلاة في المسجد بالدعاء بسيد الاستغفار.
كثير من أمهات الأيتام والأرامل والمساكين اللاتي يترددن أمام منزله وتحت ظل شجرته العامرة بالناس صباحا ومساء سوف يفقدنه.
نسأل الله أن يجعل ما قدمه من حسنات تطوعا في خدمة الموتى شفيعا له يوم القيامة، وأن يرفع مقامه في أعلى عليين. وأن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كما نسأله سبحانه أن يوفقنا جميعا لخدمة الناس أحياء وأمواتا حتى نلقى الله وهو راض عنا.
فالدوام لله.
علما بأن السترة صباح الغد بإذن الله تعالى بمنزل المرحوم بشارع 50 م.
إرسال التعليق